Search
Close this search box.

كيف نختار كتاباً؟

كيف نختار كتاباً؟

محمد بندر

عزيزي القارئ.. القراءة هي الغذاء الملكي للعقل والفكر الإنساني، وهي التي تحدّد مسار الإنسان وتكوّن شخصيته، لذلك سأبدأ هذا البحث انطلاقاً من مقولة عباس العقاد: “لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير الحساب. وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، والقراءة فقط هي التي تعطيني أكثر من حياة، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق”.

* إرشادات لا بد منها

قد يستطيع أي إنسان أن يقرأ كتاباً دون الحاجة إلى إرشادات، ولكن هناك طرق لقراءة الكتاب والاستفادة منه سنتطرق إليها في هذا المقال. ولكن قبل ذلك يجب علينا أن نعرف كيف ننتقي ونختار الكتاب المناسب.

أولاً: اختيار الكتاب المناسب

لا يجب أن ننبهر بالعناوين البراقة ولا أن تأخذنا ألوان الغلاف، دون أن ننظر في الفهرس ونتمعن في فصول الكتاب.  قد نتصفح الكتاب سريعاً ولو قراءة خمسة سطور عامة لمعرفة أسلوب الكاتب. علينا أن نقرأ النّبذة العامة والمختصرة الموجودة في الغلاف الخلفي للكتاب. غير من الضروري اختيار الكتب الضخمة والكبيرة إذا كنا من المبتدئين في القراءة، بل علينا اختيار الكتب التي تحبّب إلينا المطالعة. لا يكفي أن نهتم فقط بالكتب التي تتعلق بمجال تخصّصنا، بل نحاول أن ننتقي كتباً في مختلف المجالات، حتّى نزيد من ثقافتنا. لا يجب أن تخدعنا العناوين البرّاقة التي توضع على واجهة الكتب مثلاً “الكتاب الذي بيع منه مليون نسخة” أو “الكتاب الأكثر مبيعاً” كلها عناوين تسويقية لا تدل على جودة الكتاب بأي حال من الأحوال.

ثانيًا: الطريقة الأفضل لقراءته

بعد شراء الكتاب لا بد من طريقة مناسبة لقراءته وذلك يكون في:

اختيار جو مناسب بحيث يمنحنا تركيزاً وذهناً صافياً.  إذا كان الكتاب مقسّماً لفصول منفصلة يمكننا قراءة الجزء الذي نرغب به ومن ثم العودة إلى بداية الكتاب، إن أردنا ذلك.  يجب أن يكون برفقتنا دائماً قلم رصاص لتخطيط وترقيم السطور الهامة أو المعلومات التي نريد العودة إليها مرة أخرى. وفي حال عدم رغبتنا بالتخطيط على السطور علينا وضع ملاحظاتنا على الصفحة الأولى من الكتاب بجانب بعضها بعضاً، إضافة إلى رقم الصفحة التي تهمنا.  يمكن الاستعانة بأوراق الملاحظات الصغيرة والكتابة عليها حتى لا نشوّه منظر الكتاب، وتكون كفاصل يدلّنا على الأجزاء الهامة من الكتاب إذا شعرنا بالملل من الكتاب علينا إغلاقه، وتركه لوقت آخر. لأنه إن أرغمنا أنفسنا على قراءته مع شعورنا بالملل ستصاحبنا حالة نفور. يمكننا قراءة كتابين في نفس الوقت ولكن بشرط أن يكون الكتاب الأول خفيفاً (روائياً أو قصصياً) والكتاب الآخر غزيراً بالمعلومات (فكرياً أو ثقافياً) حتى لا يتسرب الملل لأنفسنا.

* وسيلة لاكتساب المعرفة

تعتبر القراءة من أهم وسائل كسب المعرفة، فهي تمكّن الإنسان من الاتصال المباشر بالمعارف الإنسانية في حاضرها وماضيها، إضافة إلى أثرها البالغ في تكوين شخصية الإنسان بأبعادها المختلفة. فالمطالعة تحتوي على أمور ثلاثة مهمة هي: الملاحظة، الاستكشاف، البحث الذاتي عن المعرفة. فالقراءة أو المطالعة هي عملية فكرية، يتفاعل القارئ معها، فيقرأ بشكل سليم، ويفهم ما يقرأ، وينقده، ويستخدمها في حلّ ما يواجهه من مشكلات، وينتفع بها في مواقف حياته. وللمطالعة أنواع عديدة، نذكر منها:

1 القراءة النقدية

القراءة النقدية هي قراءة التفاعل مع الآراء التي يمرّ بها القارئ، فيخضعها للفحص والاختبار وصولاً إلى اتخاذ رأي خاصّ بشأنها. وهذه المرحلة لا يتوصّل إليها القارئ إلا عبر تجربة طويلة من التّحصيل الفردي.

2 القراءة الشفافة

وهي القراءة التي يمارس معها القارئ التّفكير الثاقب وقراءة ما بين السطور للوصول إلى ما يرمي إليه المؤلف، لأنّ كثيراً من الكُتّاب لا يُفصِحون عن آرائهم مكتفين بالتلميح.

3 القراءة الكلّية

هذه القراءة تعني أنّ القارئ يمكن أن يلمّ بفكرة الكتاب العامّة ومراميه الكلّية بمجرد تصفّحه لمدة قليلة، وهذه القراءة لا يصل إليها المرء إلا بعد التمرّس في عالم القراءة والمطالعة.

4 قراءة ما بعد السطور

هذه القراءة يصل بها القارئ إلى نتائج لم يصل إليها المؤلف أو على الأقل لم يصرّح بها، وربما يصل القارئ أثناء هذه القراءة إلى أفكار خاصة به.

5 القراءة السريعة

هي أحد الفنون التي تقوم بتدريسها بعض الجامعات الغربيّة بغية تخليص القارئ من عادة تحريك الشفاه أثناء القراءة وتعليمه فقط اصطياد الأفكار الرئيسة وغيرها من الأمور التي تساهم في الإسراع في عملية المطالعة.

6 المطالعة العمومية

هذه القراءة تُعنى بكسب المعلومات العمومية مثل قراءة المجلات والصحف وغيرها.

7 المطالعة التخصّصيّة

وهي تتمحور حول موضوع خاص وتحتاج إلى تنظيم دقيق، وتعتبر هذه المطالعة أفضل أنواع المطالعات.

8 المطالعة الجمالية

تهدف هذه القراءة للاستمتاع بأسلوب وقدرة الكاتب وغالباً ما تكون هذه المطالعة للكتب الأدبية وخصوصاً القصصية منها.

* كيفية المطالعة

قبل البدء بالقراءة يجب أن نحدّد الهدف أولاً، ثم نستعرض الأجزاء الأساس للكتاب بشكل عام لمعرفة كيفيّة تنظيمها وعمّا تتحدث.  وقبل البدء في القراءة لا بد من التعرف إلى أقسام الكتاب وهي: المقدمة، المحتوى، الخاتمة.

1ـ المقدمة: على القارئ أن يلحظ في المقدّمة التفاصيل التالية:

أ- العنوان، وهو الدليل عن موضوع الكتاب.
ب- اسم المؤلّف ومؤهّلاته، الناشر وتاريخ النّشر، قراءة المقدّمة أو المدخل في الكتاب، وقائمة المحتويات ومنها خلاصة الكتاب.

2ـ محتوى أو جسم الكتاب: عند إلقاء النظرة الأولى على محتوى الكتاب يجب الاطلاع على ما يلي:

أ- العناوين الفرعية لتكوين صورة عامة عن محتويات الفصل.
ب- الصّور التوضيحية: الصور، الخرائط، الإحصائيات، الحواشي…
ج- نمط تنسيق الكتابة: قد تكون الكتابة عريضة، أو مائلة، أو أسفلها خط، أو كل الكلمة بحروف كبيرة، أو أن تكون “استشهادات” بين علامات التنصيص.
د- قاموس المصطلحات: يكون موجوداً أسفل كل صفحة وهو لشرح معاني المفردات الموجودة في النص وعادة ما يكون مرقماً.
3ـ الخاتمة: في الخاتمة عادة نجد:
أ- القاموس: يبين مصطلحات موضوع الكتاب.
ب- المراجع: مواد إضافية ذات علاقة بالموضوع.
ج- الفهرس: محتويات الكتاب مرتبة هجائياً.

* مفهوم القراءة

القراءة هي عملية فكرية عقلية يتفاعل معها القارىء فيفهم ما يقرأ وينقده ويستخدمه في حل ما يواجهه من مشكلات والانتفاع بها في المواقف المختلفة.

* أشكال القراءة

1ـ القراءة الجهرية

وهي القراءة بصوت عالٍ يسمعه الآخرون، وهي تتطلب جهداً، إذ لا بد للقارىء من استخدام عينيه ولسانه وشفتيه. ومن فوائدها تعويد الناشئة النطق والإلقاء الجيدين.

2ـ القراءة الصامتة

وهي أريح للنفس وتساعد على الفهم السريع، وتنبع من الشعور والحاجة إلى القراءة.

* أنواع القراءة

1ـ القراءة التعليمية

وهي القراءة المرتبطة بالمواد الدّراسية ومن أهمّ أهدافها خدمة المقرّرات الدراسية.

2ـ القراءة التّكوينية التّثقيفية

هذا النوع من القراءة يمكّن القارىء من استيعاب ما يقرأه، ويسهم في تكوين شخصية الفرد ويساعده على إثراء فكره ووجدانه وقدراته الذهنية ويساعده على بناء قاعدة معلومات عريضة.

3ـ القراءة للترفيه

وهي تساعد على قضاء وقت الفراغ وهذا النوع يُمكّن الفرد من اكتساب ثقافته وتكوين عادة حسنة. ثمة دوافع عديدة للقراءة, كالمطالعة والتعلم والاستخبار وغيرها. وفي هذا الموضوع نحاول أن نتعلم كيف نقرأ وكيف نستخرج من المقروء ما نبحث عنه من المعلومات. وفي ذلك ما يسمى بتقنيات القراءة.

* تقنيات القراءة

يستطيع القارئ ترقيم سطور النص عند الحاجة. ما يساعده على مقارنة أكثر من نصّ والتحدث عنه. وبذلك ينشأ في ذهنه تصور منظَّم للنص فيجد النقاط الهامة بسهولة ويرجع إليها عند الضرورة.

* تحضير القراءة

ينتج عن تفعيل قدرة الملاحظة والتركيز عند القارئ فيستطيع أن يلاحظ نقاطاً بعينها في النص ويركّز عليها ليحصل بذلك فهم أسرع للنص واستيعاب أفضل له.

* القراءة السريعة أو الموجّهة

بهذه الطريقة يستطيع القارئ أن يخلص إلى نظرة عامة شاملة على النص وأن يقرّر مدى فائدة النصّ وتوافقه مع الغاية من القراءة.

* القراءة المتعمّقة

فهم النص ومحتواه وترابطاته المعنوية.

* القراءة المعلِّمة

يستطيع القارئ أن يطبّق ما تعلّمه من النص في حياته الدّراسيّة أو المهنيّة أو حتى الخاصة. في الختام لا بد أن نذكر ما توصلت إليه الدراسات الحديثة وهو ليس بالأمر الجديد أنّ نحو 70 % مما يتعلّمه المرء يرد إليه عن طريق القراءة، فبدون القراءة لن نستطيع تطوير أنفسنا، وتوسيع معرفتنا، والنموّ في مجال عملنا، أو في مجالات الحياة التي نريد تغييرها.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل