Search
Close this search box.

الهدف عند الشاب بين النظرية والتطبيق

الهدف عند الشاب بين النظرية والتطبيق

الشباب مرحلة عمرية مليئة بالعطاء والمثابرة والجهد والإصرار وتكرار المحاولة مرة بعد أخرى حتى يصل الشاب لمبتغاه.
الجزع ولوم الظروف وتحميل الآخرين أسباب الانتكاس لا يوصل الشاب الساعي نحو هدفه. بل بالعكس سيساهم وبشكل كبير وسريع خذلان الشاب في نهاية الأمر لأنه يرمي شيئاً من مسؤولياته على عاتق غيره.

لا ننكر أنّ هنالك عوامل مساعدة للنجاح

كالأستاذ الحاذق، والبيت الحاني الدافئ، والأصدقاء من أهل الدين والأخلاق وأصحاب المسؤولية والتفوق، والمجتمع الواعي الفاهم لخطورة الموقف. كل هذه وأكثر تساعد الشاب على التفوق في دراسته وعمله وزواجه.
ولكن أيضا لا ننكر أيضاً أنّ المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على الشاب نفسه. فهو الذي يجب عليه أن يصارع الظروف ويصرعها ويهزمها شرّ هزيمة، وهو الذي يمدّ جسور التفاهم لتعريف الذين في بيته أنّه يجب أن يتفوّق وينجح وعليهم المساعدة قدر الإمكان.. وهو الذي يجعل لنفسه خصوصية على أنّه ذلك الشاب الناجح المثابر. يثبتها ويزرعها في ذهن المجتمع لكي يثمر سعيه وجهده ولو بعد حين..
وهو الذي يختار الصديق الصدوق المؤمن صاحب الخلق الرفيع. الذي إذا نطق ذَكرَ الله تعالى، وإذا صمَت، صمَتَ متفكّراً في المستقبل وكيفية النجاح، يتفاعل مع صديقه بالتفكير ويشركه، ولا يخفي عنه سرّ النجاح والتفوق، يباحثه ويدارسه ويناصحه برفق ولين، ولا يظهر عيوبه لغيره، يكتم السر، خفيف الظل، مرح الطباع، سهل التعامل، كيّس فطن ولماح، كريم لا يخذل صاحبه عند الحاجة المادية أو المعنوية. ليس ضيّق الأفق بل واسع التفكير والتفكّر..

ليْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ          بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ

هو الذي يجعل كلّ وقته في العطاء والمذاكرة وجمع المعلومة المفيدة له ولعمله، ويستثمر كلّ ثانية للمطالعة والتفكّر والبحث والتنقيب، ولا يجزع من الجولة الأولى بل عليه المواصلة والمطاولة إلى نهاية الجولات وذلك لأن الحياة صراع ومنافسه، وفائز وخاسر، فلا تأتي الثقافة ولا يتحقق الهدف بالسهولة، بل الصعوبة تصاحب المتفوقين أصحاب الأهداف السامية.
في النهاية فليعزم الشاب ويتوكل وليردّد في نفسه {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]..
وليكرّر هذه الآية الكريمة كثيراً: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88].

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل