هناك من الآباء من يفقدون القدرة على التواصل مع أبنائهم حيث نجد أن كلامهم في بداية الأمر: إنّ هؤلاء مجرد أطفال لن يستطيعوا فهمنا..
وعندما يكبر الأبناء يكون عدم التواصل معهم أمرٌ قد اعتادوا عليه، فتزداد الأمور تعقيداً، حيثُ تنشأ فجوة بينهم وبين أبنائهم!!
ومن الممكن أن تتسع هذه الفجوة مع مرور الوقت..
وهنا قد يسأل البعض: كيف نتواصل معهم؟ وأي نوع من التواصل؟
فنقول: في الأيام الاعتيادية هل تخبر أطفالك دوماً بأن هناك ضيفاً سوف يزور منزلكم؟ غالباً أنت تفعل ذلك إذا كان الشخص شخصاً يسرّون برؤيته..
ولكن ماذا إذا كان هذا الزائر شخصاً لا يعرفونه؟ كعامل بناء، أو كهربائي، أو مُصلّح؟
أو هل تخبر أطفالك الصغار وأنت تصطحبهم معك في السيارة عن الوجهة التي ستقصدونها؟ فهذه الوجهة هي بالطبع معروفة لك، لكنها مجهولة تماماً لهم؟ وهنا ليس عليك أن تُخبرهم فحسب بل أن تطلب منهم رأيهم وتستمع لردودهم..
تشاور مع أطفالك بشأن المكان الذي ستقضون فيه الاجازة ؟ وغالباً لدى وصولهم عند سن المراهقة سيخبرونك عن رأيهم دون الانتظار بأن تسألهم..
ولكن ماذا عن الأطفال في سن السادسة أو السابعة فالتواصل مهم جداً في كل شيء، حتى في تغيير الأثاث أو شراء حاجة للبيت، أو تغيير السيارة، فهل تطلب من أطفالك أن يخبروك بآرائهم؟
بالطبع يمكنك سؤالهم عما يفضلونه في السيارة الجديدة، فاذا ما أدلوا بآرائهم، ستجد أنهم سيكونون سعداء حيال السيارة التي تختارها لاحقاً، وسيشعرون بأنهم جزء من عملية اتخاذ القرار، وجزء أصيل من العائلة..
وفي الحقيقة يمكن لهم أن يكونوا مفيدين حقاً إذا ما كانوا على علم طوال الوقت بما يجري فالأطفال والمراهقين يملكون أفكاراً كثيرة حتى لو كانت تحتاج للتنقيح.. لكنها من الممكن أن تمُدّك برؤى مفيدة قد لا تستطيع الوصول اليها دون مساعدتهم.