Search
Close this search box.

معالم مدرسة الشهيد سليماني ” الالتزام بالتكيف الشرعي”

معالم مدرسة الشهيد سليماني " الالتزام بالتكيف الشرعي"

التكليف مصطلح فقهي وكلامي يعني الوظيفة الدينية، أو الوظيفة التي ألقاها الدين على عاتق العبد، والتي توجب عليه عملًا أو ترك عمل. التكليف الشرعي هو تكليف منبعث من الأحكام والأوامر الشرعية التي أقرها الشارع للناس بغية تنظيم شؤون حياتهم.

يقول الإمام الخامنئي في 15 آبان 1378 [04/11/1999]: «الخصلة الأهمّ في وجود إمامنا الكبير، كانت أنه تغاضى عن نفسه وتجاهلها، وجعل التكليف محور عمله وحركته».

يقول سماحته في 19 دى 1384 [09/01/2006]: «قال الإمام منذ اليوم الأول: نحن مأمورون بالتكليف… لقد عمل الإمام بتكليفه الذي كان مأمورًا به. وأعطاه الله تعالى أيضًا نتيجة ذلك».

يقول سماحته في 14 خرداد 1383 [03/06/2004]: «الشيء الذي كان يقود الإمام نحو أهدافه؛ التكليف الإلهي والعمل به، والحركة من أجل الله تعالى. ولأن هذا كان دافعه، لم يكن يخاف، لم يكن يشك، لم يكن يقنط، لم يكن يغتر، لم يكن يتزلزل أو حتى يتعب. هذه ميزات العمل بالتكليف والعمل من

أجل الله تعالى. من يعملْ من أجل التكليف لا يَعْتَرِهِ الشك ولا يتزلزلْ، ولا يتعبْ، ولا يرجعْ عن الطريق، ولا يُحدِّدِ التفكيرُ في منافعِه الشخصية سبيلَه وتوجُّهَه».

وفي مدرسة الشهيد سليماني أيضًا، يمكننا أن نعثر بجلاءٍ وجمال على جميع هذه الحقائق.

وكالإمام الخميني، جعل القائدُ الفريق في الحرس الثوري الحاج قاسم سليماني التكليف محور حركته وسعيه. لقد أخذ هذه الرؤية عن مقتداه. لذا، قال في جمع من المجاهدين المدافعين عن المقامات الشريفة: «لم يحالفنا التوفيق في عمليات «بدر» أثناء الحرب [المفروضة]. كنّا ساخطين بشدة، وقدّمنا أيضًا كثيرًا من الشهداء. اجتمعنا جميعًا في اليوم التالي للعمليات في جزيرة مجنون. كان الجميع حزينًا. وجّه الإمام يومذاك خطابًا، وقد كان هذا الخطاب غريبًا للغاية. قال الإمام: ينبغي علينا أن لا ننظر إلى الانتصارات والهزائم، بل علينا أن ننظر إلى تكليفنا».

يقول الإمام الخميني في 5 اسفند 1357 [06/03/1979]:

«بعد الضغوط التي مارستها الحكومة الإيرانية ومحمد رضا شاه، الشاه السابق، على الحكومة العراقية، ومحاصرتهم لمنزلنا، وبعد اللقاءات المتبادلة والأحاديث التي جرت بيننا وبين الحكومة العراقية، حذّرناهم بأن المسألة بالنسبة لنا هي مسألة شرعية، وتكليف إلهي، وليس بإمكاني، كما تقولون، ترك الأمر الإلهي والتكليف الشرعي. [وقلت لهم] إن الأعمال

التي أقوم بها هنا، سأقوم بها، وأنتم أيضًا افعلوا ما شئتم. كانوا يطالبوننا [بترك العمل بتكليفنا، قائلين]: بما أنه لدينا التزامات تجاه الحكومة الإيرانية، وبما أن الأنشطة التي تقومون بها أنتم وأصحابكم تتعارض مع تلك الالتزامات؛ فإننا لا نحتمل هذا. فأجبتهم: أنا ليس عندي التزامات [تجاه أحد]، أنتم من عنده التزامات. أنا عليّ تكليف شرعي، وأعمل به ولا أكترث بالتزاماتكم، وسأخطب من على المنابر، كما سأصدر البيانات، وسأسجل الأشرطة وأرسلها [إلى إيران]. هذا تكليفي، واعملوا أنتم أيضًا بما عليكم من تكليف».

وكان التكليف مُهمًّا لتلميذ مدرسة الإمام أيضًا، والعمل بالتكليف الشرعي مهمًّا له. كان تكليفه حينًا قتال صدام، والمحافظة على الأمن في سيستان وبلوتشستان حينًا آخر، ومحاربة داعش في حين ثالث. كان التكليف في ساحة الحرب هذه هو مراعاة الأحكام الشرعية. إنّ حربنا هي من أجل مراعاة الحلال والحرام، ومن أجل تطبيق الحدود الإلهية.

أثناء الحرب مع داعش في سوريا، كتب القائد سليماني رسالة إلى أحد السوريين، أورد فيها: «أنا أخوك الصغير، قاسم سليماني. لا بد أنك تعرفني. قدّمنا للسّنّة خدمات كثيرة في كل مكان. أنا شيعي وأنت سنّي… فهمت من القرآن الكريم وصحيح البخاري والكتب الأخرى الموجودة في بيتكم أنكم أناس مؤمنون. بداية أعتذر منكم، وأرجو أن تتقبلوا اعتذاري لاستخدامنا بيتكم من دون إذنكم. ثانيًا، إذا كنّا ألحقنا أضرارًا ببيتكم،

فنحن على استعداد لدفع تعويضات عنها… نحن نعتقد أننا وأنا [بالأخصّ] ندين لكم، لبقائنا في بيتكم من دون إذنكم. هذا رقم هاتفي في إيران. أتمنى أن تتصلوا. أنا مستعد لفعل أي شيء تريدونه».

يقول الإمام الخامنئي في 18 دى 1398 [08/01/2020]: «كان الشهيد سليماني مراعيًا بشدة للحدود الشرعية. قد ينسى بعض الناس الحدود الإلهية في ساحة الحرب، يقولون: ليس الوقت الآن لمثل هذه الأمور. لا، هو كان يراعيها… كان حريصًا على ألا يُعتدى على أحد، وألا يظلم أحد. كان يحتاط في أمور لا يرى عادة كثيرون في المجال العسكري ضرورةً للاحتياط فيها.

يقول الأسير المحرّر ورفيق جهاد الشهيد، القائد محمد رضا حسني سعدي: «كان الحاج قاسم يراعي القضايا الشرعية في خضم المعارك وفي ساحات القتال»[1].

كان القائد سليماني يسعى من أجل العمل بتكليفه وأداء واجبه ومراعاة الحدود الشرعية، كان يحرص على العمل بأحكام الدين والقرآن، والعمل بتعليمات إمامَي الثورة. لقد كان عاملًا إلهيًّا.

يقول آية الله عبد الله جوادي آملي بعد شهادة القائد سليماني، وبعد انتهاء درس الخارج في الفقه: «جميعنا مدينون لشهادة ومجاهدات أخينا العزيز هذا، المرحوم الشهيد القائد الفريق الحاج قاسم سليماني (رحمة الله عليه)… الإنسان الذي قضى عمره في خدمة القرآن، وصان عزتنا، وحافظ على أمننا، وصان عرضنا، وحافظ على ديننا، وصان شرفنا، وحافظ على نظامنا، وحافظ على تعاليم الإمام، وحافظ على تعاليم القائد… إلهي! إنك أنت الشاهد على أن عزيزنا هذا جنديك!».

يتألق العمل بالتكليف الشرعي في مدرسة هذا الشهيد؛ وهي المدرسة التابعة لمدرسة الإمام الخميني. والمَعلَم البارز في مدرسة المُراد أيضًا، هو الالتزام بالتكليف الشرعي.

[1] ماهنامۀ ياران [مجلّة ياران الشهريّة]، ش 171، ص 52.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل