لماذا نعبد الله؟!

لماذا نعبد الله؟!

العبادة لله هي أصل الإسلام وأساس التوحيد، فهل نعبد الله خوفًا أم حبًا؟ ولماذا تعتبر عبادة الأحرار أعلى درجات العبادة؟ في هذا المقال، سنناقش أسباب العبادة، أنواع العبادة، ولماذا نعبد الله سبحانه وتعالى؟

:‌دواعي لله سبحانه.. العبادة فعل اختياري للإنسان لا بدّ لصدوره من الإنسان من داعٍ وباعثٍ فما هو الداعي الصحيح لها؟

  • لماذا نعبد الله؟
  • ما هي أنواع العبادة المختلفة؟
  • كيف يمكننا تحقيق عبادة الأحرار؟

الجواب: فعل اختياري للإنسان لا بدّ من وجود داع إليه ويمكن أن يكون الباعث أحد الأُمور الثلاثة التالية :
١ و ٢ ـ الطمع في إنعامه والخوف من عقابه

وهذا هو الداعي العام في غالب وقد أُشير إليهما في مجموعة من الآيات :

قال سبحانه : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً) (السجدة / ١٦) وقال عزّ من قائل :

(وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (الأعراف / ٥٦).

وقال عزّ من قائل : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً) (الإسراء / ٥٧).

نرى أنّ بعض المتكلّمين يرفضون هذا النوع من الداعي، ويؤكّدون ضرورة أن تكون العبادة خالصة من أيّ دافع نفساني، سواء كان الطمع في رحمته أو الخوف من ناره، ويعتبرون العبادة باطلة إذا كانت قائمة على أحد هذين المبدأين.

لا شكّ أنّ العبادة لأجل كمال المعبود وجماله من أفضل العبادات ، ولكنّها غاية لا يصل إليها إلّا من ارتاض في ميدان حتى ينسى نفسه ولا يرى إلّا معبوده ، وأين تلك الأُمنية من متناول أغلبية الذين تهمهم أنفسهم لا غير ، وإن أطاعوه فلأجل الخوف.

وإليك حديثين رائعين عن أئمّة عليهم‌السلام :

قال عليه‌السلام : إنّ قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ، وإنّ قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وإنّ قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار. (١)

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : العبادة ثلاثة ، قوم عبدوا الله عزوجل خوفاً فتلك عبادة العبيد ، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الأُجراء ، وقوم عبدوا الله عزوجل حبّاً له فتلك عبادة الأحرار ، وهي أفضل العبادة. (٢)
٣ ـ كونه سبحانه أهلاً للعبادة

أن يعبد الله بما أنّه أهل لأن يُعبد ، لكونه جامعاً لصفات الكمال والجمال ، وهذا النوع من الداعي يختص بالمخلصين من عباده الّذين لا يرون لأنفسهم إنّية ، ولا لذواتهم أمام خالقهم شخصية ، اندكت أنفسهم في ذات الله فلا ينظرون إلى شيء إلّا ويرون الله قبله ومعه وبعده ، فهم المخلَصون الّذين لا يطمع الشيطان في إغوائهم قال سبحانه حاكياً عن إبليس : (وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (الحجر / ١٩ ـ ٤٠) قال سيد الموحدين علي عليه‌السلام : «ما عبدتك خوفاً من نارك ، ولا طمعاً في جنتك ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتُك. (٣)


الهوامش:


(١) نهج البلاغة ، قسم الحكم برقم ٢٣٧. + تحف العقول عن آل الرسول علیهم السلام  ,  جلد۱  ,  صفحه۲۴۶

(٢) الحر العاملي : وسائل الشيعة ج ١ / ٤٤ ، ب ٨ من أبواب المقدمة ، الحديث ٨. +بحارالانوار، ج 67، ص 255

(٣) المجلسي : مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٨٩ : باب النيّة.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل