Search
Close this search box.

كيف نساعد المراهق على اكتساب ثقته بنفسه ؟!*

كيف نساعد المراهق على اكتساب ثقته بنفسه ؟!*

مرحلة المراهقة زمن تزهو فيه أحلام الشباب وتنمو، بينما ترتبك الأفكار لدى الشباب والأهل في كيفيّة التعامل مع المستجدّات التي تطرأ على الحياة سواءً للمراهق أم الأهل.
وثقة المراهق بنفسه هاجس يراود الآباء من أجل حياة أفضل، لكون الثقة بالنفس تمثّل دوراً بارزاً في تقدير المراهق ذاته وإمكاناته؛ فهي السلاح الآمن لمواجهة الحياة بتغيّراتها وصعوباتها المختلفة من دون إفراط في العُجب وتفريط في الخنوع، حيث يكون المراهق واعيًا لذاته ولصفاته الإيجابيّة والسلبيّة، ولديه أهداف واضحة وتفكير إيجابيّ، بدعم الأهل، لتعزيز ثقته بنفسه وإكسابه المهارات الاجتماعيّة اللازمة لمواجهة متغيّرات الحياة؛ ولأجل هذه الغاية لابدّ من مقدّمات تساعد الآباء والأمّهات على تقوية الثقة بالنفس لدى الأبناء ومنها:

1- أن يكون الوالدان قدوة عمليّة بسلوكهما.
2- أن يتعمّق الوالدان في معرفة المراهقة ومسائلها.
3- أن يستمع الوالدان ثلاث مرّات ويتكلّما مرّة واحدة، فالمراهق بحاجة إلى أن ينصتا له.
4- أن يفكّر الوالدان ثم يتكلّما، فيجب عليهما إذا أردا أن يكونا والدينِ ناجحينِ أن يتدبّرا ويتعقّلا الكلام الذي يريدان أن يقولاه، ومدى فائدتِه الآنيّة والمستقبليّة، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: “وإنّ لسان المؤمن من وراء قلبه، وإنّ قلب المنافق من وراء لسانه، لأنّ المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه، فإن كان خيراً أبداه، وإن كان شرّاً واراه”.(1)
فلأسلوب الكلام تأثير إيجابيّ وسلبيّ في علاقة المربّي بالمتربّي، وقد أوضح أمير المؤمنين (عليه السلام) ذلك بقوله: “إيّاكَ وما يُستَهجَنُ مِن الكلامِ، فإنّهُ يَحبِسُ علَيكَ اللِّئامَ ويُنَفِّرُ عنكَ الكِرامَ “(2) من أبناء هذا الزمان!!
5- أن يتقبّل الوالدان مناقشة المراهق في القوانين العائليّة التي توضع كأساسيّات للعائلة: فعادةً ما يحبّ الآباء والأمّهات أن يكون أبناؤهم مؤدّبين وصامتين، ولا ينبغي أن تتنافى المناقشة والمحاورة مع الآداب للوصول إلى لاقتناع، مثلما أنّ تربيتهم على الخنوع تجعلهم لا يملكون الإرادة ولا يستطيعون قول (لا) لاقتراح سلبيّ من الأقران.
6- سوق الحديث بما يساعدهم على التفكير بالقيم، مثلاً إن أبدى المراهق انزعاجه من المساعدة في أعمال المنزل فذكّراه بحديثه حول جمال التفهّم المتقابل ولنسعَ إلى أن تكون القوانين صريحة وواضحة، وقد عدّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الحزم من صفات المتّقين “حَزْماً فِي لِينٍ”(3) وقابلة للانعطاف، فعن رسول الله (صل الله عليه وآله) أنّه قال: “رَحِم الله مَن أعان ولده على برّه”، قال: قلتُ: كيف يعينه على برّه؟ قال: “يقبل ميسورهُ، ويتجاوز عن معسورهِ، ولا يرهقه، ولا يخرق به”.(4)
حيث وضع الرسول (صل الله عليه وآله) قواعد أساسيّة ومهمّة في التربية من تقليل الأعباء على المراهق؛ لنصل إلى المحافظة على صفة الصدق لدى المراهق التي تعدّ مفتاحاً من مفاتيح النجاح في تربية الآباء ومفتاحاً مهمّاً في اتّزان شخصيّة المراهق.
_____________________________

(1) نهج البلاغة: ج٢، ص٩٤.
(2) ميزان الحكمة: ج٣، ص٢٧٣٥.
(3) شرح نهج البلاغة: ج١٠، ص١٥٠.
(4) الكافي: ج6، ص50.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل