قالت رئيسة جامعة “الزهراء(ع)” للبنات في كربلاء “الدكتورة زينب عبدالحسين الملا السلطاني” إن الثورة الاسلامية الايرانية قد منحت المرأة مساحة واسعة في مواقع صنع القرار، مؤكدة أن المرأة الايرانية قد مارست دورها القيادي والتربوي معاً بعد انتصار الثورة وقد حظيت بعناية تامة من ولاة الأمر في البلاد.
وفيما يلي نص كلمة الدكتورة “زينب الملا السلطاني”:
“بسم الله الرحمن الرحيم
- الامام الخميني(ره) كان يؤمن بأن الاسلام أولى المرأة إهتماماً كبيراً + فيديو
- باحثة جزائرية: المرأة تحصلّت على أكبر إعتراف من الإمام الخميني (ره) + فيديو
- تنظيم ندوة دولية بعنوان “المرأة النموذجية من منظور الثورة الإسلامیة” في إیران
ومن المشتركات الأخرى أيضاً بين الناس أن الجميع يبحث عن تحقيق السعادة والوصول الى درجه الرضا في كل أمر يريده، ونرى أن مفتاح الوصول الى الهدف المنشود هو إيجاد علاقة مصالحة مع الخالق(جل وعلا) وباب السعادة الاول هو كيف أنشئ جيل متزن رصين متوازي فكري ونفسي وسلوكي، لانشاء هذا الجيل المتوازن الرصين لابدّ من صنع القيادات النسوية، ولنا في سماء التاريخ نساء قياديات وقدوات وأسماء مشرقة ذُكرت على مستوى الكتب السماوية منهن “آسية بنت مزاحم، وأم موسى، ومريم العذراء والملكة بلقيس” وهناك أيضا نساء لامعات لهن تاريخ عظيم مؤهلات لقيادة المجتمعات آنذاك منهن “السيدة خديجة الكبرى، والسيدة فاطمة الزهراء وابنتها عقيلة بني هاشم السيدة زينب( عليهن السلام)” جميعاً.
اليوم ونحن نحيا مؤشرات مجتمعية خطيرة، هذه المؤشرات قد طالت أسرنا وبناتنا وشاباتنا وشبابنا عموماً وقد استهدفت بالذات المرأة المسلمة، والأم والبنت عبر العالم الافتراضي والعالم المتغير والتقنية والتكنولوجيا الحديثة، نحن اليوم إزاء تيار فكري جارف وحرب قيمية ونفسية كلها تستهدف لبنة المجتمع ونواته الأولى وهي الاسرة، الهدف من ذلك أو من هذا الاستهداف هو تفكيك نسيج هذه الأسرة بشكل يذهب قدسيتها ويميت وظيفتها ومكانتها التي حباها الله سبحانه وتعالى عبر كتبه السماوية.
ومن الواجب اليوم على الجميع الحفاظ على هذه المكانة المقدسة الممنوحة من لدن الخالق جل وعلا للاسرة المسلمة والمربية المرأة الأم، هذه التيارات الانحرافية المستهدفة لهذه الشريحة الخلاقة بالمجتمع والتي يعمل على تفريغها من محتواها الفكري والقيمي وتحويلها الى المستوى الهابط من خلال انتزاع عناصر رصينة ترتقي من خلالها البنت الشابة الى حيث المجد والخلود، هذه العناصر المستهدفة التي يراد انتزاعها من الفتاة والمرأة هي المرأة الإنسانة، والفكر الوقاد، والعلم المتميز، وانتزاع العفة والعفاف، والاتزان السلوكي والاخلاقي والقيم والفضائل، وبحكم المشتركات الانسانية والثوابت السماوية بين الأديان والطوائف والمذاهب لابد من حمل المسؤولية المشتركة من قبل الجميع في مشاريع إنقاذية انسانية تصدق على كل المجتمعات والأسر في العالم وفي الشعوب وهذا من خلال السير وفق الآليات المشتركة لتطبيق قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
ومن هذا المنبر وبصفتي أكاديمية مربية لابدّ من أن تبوء المرأة المسلمة المواقع القيادية لممارسة دورها التربوي الأساس ولابدّ من توحيد الكلمة بين أحرار العالم وأقول بين أحرار العالم على أساس وحده المشتركات السماوية من حيث الشراكة الانسانية وثوابت المنظومات القيمية وتقبل الآخر كما هو منهج إمام المتقين وحامل لواء الحق الذي يدور معه حيث دار أمير المؤمنين(عليه السلام) لنضع جميعاً نصب أعيننا أن المجتمع اليوم كله مسؤول عن هذا الجيل الذي سيبنى وسيكون قائداً للأجيال مستقبلاً وخاصة المرأة الام المربية علينا جميعاً في المؤسسات التربوية، ومؤسسات الدولة والمسؤولين وولاة الامر علينا وضع سياسات تربوية قيمية رصينة قابلة للتطبيق في المؤسسات التربوية والتعليمية لإنقاذ المجتمعات عموماً من الانجراف التام نحو إتباع الثقافة الغربية.
فكان هناك الحظّ الاوفر للعنصر النسوي لدى العتبات المقدسة وهذه المؤسسات الدينية وتمثلت بتشكيلات إدارية نسوية منها المؤسسات التعليمية كالجامعات والمؤسسات الصحية كالمستشفيات فقد تبوأت المرأة موقعاً مهماً وقيادياً على قمة هرم هذه المؤسسات.