هل طلب الإمام الحسين (عليه السلام) طلب من عمر بن سعد (لعنه الله تعالى) بعدما حوصر أخذه إلى يزيد ومبايعته؟

الجواب: أورد الطبري النص التالي: (إنَّه ـ أي: الحسين ـ قال: اختاروا منِّي خصالاً ثلاثاً: إمَّا أنْ أرجع إلى المكان الذي أقبلتُ منه، وإمَّا أنْ أضع يدي في يدِ يزيد بن معاوية فيرى فيما بيني وبينه رأيه، وإمَّا أنْ تسيِّروني إلى أي ثغرٍ من ثغور المسلمين شئتم، فأكون رجلاً من أهله، لي ما لهم، وعليَّ ما عليهم) [تاريخ الطبري ج4 ص312].
الجواب: هذا الأمر غير صحيح حيث نقل الطبريُّ نفسه بأنَّ الحسين (عليه السلام) وعمر بن سعد كانا يتكلَّمان وحدهما، ولم يسمع بذلك شخص، وبعدها تكلَّم الناس ظنّاً منهم بأنَّ الحسين (عليه السلام) قبل ببيعة يزيد، وعليه، يكون هذا الظن ناشئاً من قبل أعداء الحسين (عليه السلام)، والظنُّ لا يُغني من الحق شيئاً.
قال ما نصُّه: (فلما التقوا، أمر حُسينٌ أصحابه أنْ يتنحَّوا عنه، وأمر عمر بن سعد أصحابه بمثل ذلك، قال: فانكشفنا عنهما بحيث لا نسمع أصواتهما ولا كلامهما… وتحدَّث الناس فيما بينهما ظنَّاً يظنُّونه أنَّ حُسيناً قال لعمر بن سعد: أُخرج معي إلى يزيد بن معاوية وندع العسكرين… فتحدَّث الناس بذلك، وشاع فيهم من غير أنْ يكونوا سمعوا من ذلك شيئاً ولا علموه) [تاريخ الطبريّ ج4 ص312].
وعليه، فإذا كان الأمر بهذه الطريقة السريَّة، فكيف علم به القوم؟! إلَّا أنْ يكون ابن سعد هو من أشاعه بينهم كذباً وزوراً. خصوصاً وأنَّ تحقق أحد هذه الشروط كان يصبُّ في مصلحة ابن سعد، إذْ كان غرضه الحصول على ملك الريّ بأيَّة وسيلةٍ كانت، كما لا يخفى على العارف بأحواله.
كيف، وقد كذَّب هذه المقولة أحد الرواة الذين شاهدوا الواقعة بأنفسهم، مما يكون دليلاً حسيَّاً على كذب خبر البيعة من رأس.
قال أبو مخنف: (فأمَّا عبد الرحمن بن جندب فحدَّثني عن عقبة بن سمعان قال: صحبتُ حسيناً فخرجتُ معه من المدينة إلى مكَّة، ومن مكَّة إلى العراق ولم أفارقه حتَّى قتل، وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكَّة ولا في الطريق ولا بالعراق ولا في عسكر إلى يوم مقتله إلَّا وقد سمعتها، ألا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون من أنْ يضع يده في يد يزيد بن معاوية، ولا أنْ يسيروه إلى ثغر من ثغور المسلمين، ولكنَّه قال: دعوني فلأذهب في هده الأرض العريضة حتَّى ننظر ما يصير أمر الناس) [مقتل الحسين ص100، تاريخ الطبري ج4 ص313].
وهذا النص يكشف كذلك على أن الامويين أخذوا ببث الإشاعة الكاذبة حول نهضة الإمام الحسين عليه السلام وطبيعة موقفه وكيفية شهادته، فكم حرف المؤرخون والمحدثون من وقائع واحداث لصالح الامويين وغيروا صورة الحدث؟ الله العالم بها.

للمشاركة:

روابط ذات صلة

هل توجد أدلة عقلية على الشفاعة ؟
السؤال : ماهو الفرق بين الجسميه والجسمانيه في مصطلحات علم الكلام?
السؤال: سؤالي فيما يخص النبي موسى عليه السلام كيف اخطأ في اختيار اصحابه وهو معصوم ؟
ينسب إلى الأمام علي عليه السلام أنه قال( كُميل ليس من ماءٍ أصفى مِن دموع التائبين.. و ليس من منظرٍ أشهى من إِنحناء الساجدين) فهل يثبت عنه؟
سورة الحشر، آية 18، صفحة 584 يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ . لماذا تكررت واتقوا الله في نفس الآية؟

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل