السؤال: السلام عليكم.. أريد علاجًا لقسوة قلبي، أصبح كالجلمود لا يشعر بالمعاصي والذّنوب، فأنا لا أبكي على مصائب أهل البيت ولا أبكي خشيةً من الله، أخشى أن أهلك بعد قسوة القلب هذه.. أريد حلّا..

الجواب: علاج القلب القاسي يبدأ من لحظة سؤال نفسك هذا السّؤال. فهذا وحده دليلٌ على أنّك ما زلتَ حيًّا بالله، ولستَ كما يوسوس الشّيطان لك بأنّك “غير مبالٍ”.

لا تُصدّق هذا الإطلاق؛ فالقلب يمرّ بشتاءٍ وخريفٍ وربيع، والرّبيع هو لحظة الإحياء.. ولهذا سُمّي القرآن: ربيع القلوب.

الدّواء الأوّل: إقرأ القرآن لا كألفاظٍ تُتلى، بل كـ”دستور عمليّ” يُراد به إصلاح النّفس. حين تتعامل معه بهذه الرّوحيّة، يتولّى القرآن بنفسه إحياء قلبك: “تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله”.

وهذا الأثر لمَن عملوا بالآيات، لا لمجرّد أن يقرأوها.

الدّواء الثّاني: لا تهدم ما تبنيه، كما يقول الطّبيب: “خذ هذا الدّواء، وامتنع عن هذا الطّعام”. كذلك القرآن الكريم: {الكاظمين الغيظ – العافين عن النّاس – المحسنين}.

إسأل نفسك: هل أتناول جرعات الدّواء في وقتها؟ هل أعيش بهذه التّعاليم؟

الدّواء الثّالث: الصّحبة الصّالحة، القرآن الكريم يقول: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربّهم…}.البيئة تؤثّر؛ فالقلب يلين مع أهل الإيمان ويقسو مع أهل الغفلة.

الدّواء الرّابع: التّفكّر وذكر الموت. إذهب إلى المقابر، تأمّل في نفسك ودنياك وآخرتك، واقرأ الأدعية التي تُنعش الرّوح، ردّد في نفسك: «اللّٰهمّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً…»، فالله هو الهادي وهو الوليّ.

الخلاصة الذّهبيّة: القسوة لا تُعالج بالشّعور، بل بالعمل: عملٌ بالقرآن، وصحبة صالحة، وتأملٌ يوقظ، ودعاءٌ يثبّت.

مَن سار على هذه الخطوات شعر أنّ قلبه يعود لحرارته شيئًا فشيئًا… تمامًا كما تعود الأرض للحياة في ربيعها.

للمشاركة:

روابط ذات صلة

السؤال: كيف كان أهلُ البيت عليهم السلام -وهم قمّة الطهارة ومعادن العصمة- يخرّون خشوعاً ويغشى عليهم من خشية اللّٰه، بينما نقف نحن الملوّثون بالذنوب أمام ربّ العالمين بهذا القدر من الجرأة والغفلة؟
السؤال : هل فعلا يوجد مع الامام المهدي المنتظر "عليه السلام" في غيبته أشخاص عددهم ثلاثون يسمون الاوتاد او الابدال ؟
سورة الحشر، آية 18، صفحة 584 يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ . لماذا تكررت واتقوا الله في نفس الآية؟
السٶال: دار نقاش بين بعض المؤمنين مفاده ان احد المؤمنين ذهب للعمره واستظل في النهار ويمتنع عن دفع الكفارة لقوله ان بعض الاحكام لا توافق العقل وكذلك في الامتناع عن شم العطور في الحج وفي نفس الوقت اذا صادف ان هناك روائح كريهة فلابد من عدم تغطية الانف..الخ وحسب قوله كل ما خالف عقلي لن أمتثل إليه كون الدين دين العقل، نحن بدورنا حاولنا اقناعه حسب علمنا فحبذا لو أعطيتمونا جوابا يرفع هذه الشبهات ويزيل هذا التعارض ان دين الله لا يصاب بالعقول وفي نفس الوقت نقول ان الدين دين العقل ؟
السؤال: لماذا تُمطر بلاد الكفّار بغزارة، بينما بلاد المسلمين تعاني الجفاف

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل