في الإمام عـلي /
أبو سعيد الخدري
1 – تاريخ دمشق عن عبد الله بن شريك عن سهم بن حصين الأسدي : قدمت إلى مكّة أنا وعبد الله بن علقمة – وكان عبد الله بن علقمة سبّابة لعليّ دهراً – قال : فقلت له : هل لك في هذا – يعني أبا سعيد الخدري – يحدِّث به عهداً ؟ قال : نعم ، قال : فأتيناه ، فقال : هل سمعت لعليّ رضوان الله عليه منقبة ؟ قال : نعم ، إذا حدّثتك فَسَلْ عنها المهاجرين والأنصار وقريشاً ( 1 ) :
إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام يوم غدير خُمّ فأبلغ ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ! ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى – قالها ثلاث مرّات – ثمّ قال : ادنُ يا عليّ . فرفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يديه حتى نظرت إلى بياض آباطهما ؛ قال : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه – ثلاث مرّات – .
قال : فقال عبد الله بن علقمة : أنت سمعت هذا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال أبو سعيد : نعم ، وأشار إلى أُذنيه وصدره ؛ قال : سمعته أُذناي ووعاه قلبي .
قال عبد الله بن شريك : فقدم علينا عبد الله بن علقمة وسهم بن حصين ، فلمّا صلّينا الهَجِير ( 2 ) ، قام عبد الله بن علقمة فقال : إنّي أتوب إلى الله وأستغفره من سبّ عليّ – ثلاث مرّات – ( 3 ) .
أبو هريرة
2 – أنساب الأشراف عن أبي هريرة : نظرت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بغدير خُمّ وهو قائم يخطب ، وعليّ إلى جنبه ، فأخذ بيده فأقامه وقال : من كنتُ مولاه فهذا مولاه ( 4 ) .
3 – المصنّف عن أبي يزيد الأودي عن أبيه : دخل أبو هريرة المسجد فاجتمعنا إليه ، فقام إليه شابّ فقال : أنشدك بالله ! أسمعتَ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ؟ فقال : نعم .
فقال الشابّ : أنا منك بريء ! أشهد أنّك قد عاديتَ من والاه وواليتَ من عاداه ! قال : فحصَبَه الناس بالحصَى ( 5 ) .
البراء بن عازب
4 – سنن ابن ماجة عن البراء بن عازب : أقبلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجّته التي حجّ ، فنزل في بعض الطريق ، فأمر : الصلاة جامعةً ، فأخذ بيد عليّ فقال : ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : ألستُ أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى .
قال : فهذا وليُّ من أنا مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، اللهمّ عادِ من عاداه ( 6 ) .
5 – تاريخ دمشق عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم : كنّا مع النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خُمّ ، ونحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه ، فقال : . . . ألا وإنّ الله وليّي ، وأنا وليّ كلّ مؤمن ، فمن كنتُ مولاه فعليّ مولاه ( 7 ) .
جابر بن عبد الله
6 – المصنّف عن جابر بن عبد الله : كنّا بالجُحْفة بغدير خُمّ ، إذا خرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأخذ بيد عليّ فقال : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ( 8 ) .
7 – سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن محمّد بن عقيل : كنت عند جابر في بيته ، وعليّ بن الحسين ، ومحمّد ابن الحنفيّة ، وأبو جعفر ، فدخل رجل من أهل العراق ، فقال : أنشدك بالله إلاّ حدّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) !
فقال : كنّا بالجُحفة بغدير خُمّ ، وثَمّ ناس كثير من جُهينة ومُزينة وغفّار ، فخرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من خِباء أو فُسطاط ، فأشار بيده ثلاثاً ، فأخذ بيد عليّ ( رضي الله عنه ) فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ( 9 ) .
8 – تاريخ دمشق عن جابر بن عبد الله : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى نزل بخُمّ ( 10 ) ، فتنحّى الناس عنه ، ونزل معه عليّ بن أبي طالب ، فشقّ على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) تأخُّر الناس عنه ، فأمر عليّاً فجمعهم ، فلمّا اجتمعوا قام فيهم وهو متوسِّد على عليّ بن أبي طالب ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ! إنّي قد كرهت تخلُّفكم وتنحّيكم عنّي ، حتى خُيِّل إليّ أنّه ليس شجرة أبغض إليّ من شجرة تليني .
ثمّ قال : لكنّ عليّ بن أبي طالب أنزله الله منّي بمنزلتي منه ، رضي الله عنه كما أنا عنه راض ! فإنّه لا يختار على قربي ومحبّتي شيئاً .
ثمّ رفع يديه ، ثمّ قال : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه .
وابتدر الناس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يبكون ويتضرّعون إليه ، ويقولون : يا رسول الله ، إنّما تنحّينا كراهية أن نثقل عليك ، فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ، فرضي عنهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند ذلك ( 11 ) .
جرير بن عبد الله
9 – المعجم الكبير عن جرير : شهدنا الموسم في حجّة مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهي حجّة الوداع ، فبلغنا مكاناً يقال له غدير خُمّ ، فنادى : الصلاة جامعةً ، فاجتمعنا – المهاجرون والأنصار – فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسطنا فقال :
أيّها الناس ! بِمَ تشهدون ؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلاّ الله . قال : ثمّ مَهْ ؟ قالوا : وأنّ محمّداً عبده ورسوله . قال : فمن وليّكم ؟ قالوا : الله ورسوله مولانا . قال : من وليّكم ؟ ثمّ ضرب بيده على عضد عليّ ( رضي الله عنه ) فأقامه ، فنَزَع ( 12 ) عضدَه فأخذ بذراعيه ، فقال : من يكن الله ورسوله مولياه فإنّ هذا مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ؛ اللهمّ من أحبّه من الناس فكن له حبيباً ، ومن أبغضه فكن له مبغضاً ؛ اللهمّ إنّي لا أجد أحداً أستودعه في الأرض بعد العبدَين الصالحين غيرَك ، فاقضِ فيه بالحسنى ( 13 ) .
حبشي بن جنادة
10 – تاريخ دمشق عن حبشي بن جنادة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعليّ يوم غدير خُمّ : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره ، وأعِن من أعانه ( 14 ) .
حذيفة بن أسيد
11 – المعجم الكبير عن حذيفة بن أسيد الغفاري : لمّا صدر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، نهى أصحابَه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهنّ ، ثمّ بعث إليهنّ فقُمَّ ما تحتهنّ من الشَّوْك ، وعمد إليهنّ فصلّى تحتهنّ ، ثمّ قام فقال :
يا أيّها الناس ! إنّي قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يُعمَّر نبيّ إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله . وإنّي لأظنّ أنّي يوشك أن أُدعى فأُجيب ، وإنّي مسؤول ، وإنّكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنّك قد بلّغتَ وجهدتَ ونصحتَ ، فجزاك الله خيراً !
فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ جنّته حقّ وناره حقّ ، وأنّ الموت حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك . قال : اللهمّ اشهد ! ثمّ قال : أيّها الناس ! إنّ الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنتُ مولاه فهذا مولاه – يعني عليّاً – اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه .
ثمّ قال : يا أيّها الناس ! إنّي فَرَطُكم ، وإنّكم واردون عليَّ الحوض ؛ حوض أعرض ما بين بُصْرى وصنعاء ، فيه عددَ النجوم قِدْحانٌ من فضّة ، وإنّي سائلكم حين تردون عليَّ عن الثَّقَلَين ( 15 ) ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ! الثَّقَل الأكبر كتاب الله عزّوجلّ ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسِكوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا ؛ وعترتي أهل بيتي ، فإنّه نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن ينقضيا حتى يردا عليَّ الحوض ( 16 ) .
12 – الخصال عن حذيفة بن أسيد : لمّا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ونحن معه ، أقبل حتى انتهى إلى الجُحْفة ، فأمر أصحابه بالنزول ، فنزل القوم منازلهم ، ثمّ نودي بالصلاة ، فصلّى بأصحابه ركعتين ، ثمّ أقبل بوجهه إليهم فقال لهم :
إنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّي ميّت وأنّكم ميّتون . وكأنّي قد دُعيت فأجبت ، وإنّي مسؤول عمّا أُرسلت به إليكم ، وعمّا خَلّفت فيكم من كتاب الله وحجّته ، وإنّكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربّكم ؟
ثمّ قال لهم : ألستُم تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّي رسول الله إليكم ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ ؟ فقالوا : نشهد بذلك .
قال : اللهمّ اشهد على ما يقولون ! ألا وإنّي أُشهدكم أنّي أشهد أنّ الله مولاي ، وأنا مولى كلّ مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرّون لي بذلك وتشهدون لي به ؟ فقالوا : نعم نشهد لك بذلك .
فقال : ألا من كنتُ مولاه فإنّ عليّاً مولاه ، وهو هذا . ثمّ أخذ بيد عليّ ( عليه السلام ) فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما ، ثمّ قال : اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره واخذُل من خذله ، ألا وإنّي فَرَطكم وأنتم واردون عليَّ الحوض ؛ حوضي غداً ، وهو حوض عرضه ما بين بُصرى وصنعاء ، فيه أقداح من فضّة عددَ نجوم السماء ، ألا وإنّي سائلكم غداً : ماذا صنعتم فيما أشهدتُ الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم عليَّ حوضي ؟ وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي ؟
فانظروا كيف تكونون خلفتُموني فيهما حين تلقوني !
قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟
قال : أمّا الثقل الأكبر فكتاب الله عزّ وجلّ ، سبب ممدود من الله ومنّي في أيديكم ، طرفه بيد الله ، والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ؛ وأمّا الثقل الأصغر فهو حليف ( 17 ) القرآن ، وهو عليّ بن أبي طالب وعترته . وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ( 18 ) .
زيد بن أرقم
13 – مسند ابن حنبل عن ميمون أبي عبد الله : قال زيد بن أرقم وأنا أسمع : نزلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بواد يقال له وادي خُمّ ، فأمر بالصلاة فصلاّها بهَجِير ، قال : فخطبنا ، وظُلِّل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بثوب على شجرة سَمُرة من الشمس ، فقال : ألستُم تعلمون ، أوَلستُم تشهدون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى .
قال : فمن كنتُ مولاه فإنّ عليّاً مولاه ، اللهمّ عادِ من عاداه ووالِ من والاه ( 19 ) .
14 – المستدرك على الصحيحين عن زيد بن أرقم : خرجنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى انتهينا إلى غدير خُمّ ، فأمر بروح ( 20 ) فكُسِح ، في يوم ما أتى علينا يومٌ كان أشدّ حرّاً منه ! فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : يا أيّها الناس ! إنّه لم يُبعث نبيّ قطّ إلاّ ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله ، وإنّي أُوشك أن أُدعى فأُجيب ، وإنّي تارك فيكم ما لن تضلّوا بعده ؛ كتاب الله عزّ وجلّ .
ثمّ قام فأخذ بيد عليّ ( رضي الله عنه ) فقال : يا أيّها الناس ! من أولى بكم من أنفسكم ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم !
قال : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ( 21 ) .
15 – خصائص أمير المؤمنين عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم : لمّا دَفَع ( 22 ) النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ونزل غدير خُمّ ، أمر بدَوحات فقُمِمْن ، ثمّ قال :
كأنّي دُعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ! فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض .
ثمّ قال : إنّ الله مولاي ، وأنا وليّ كلّ مؤمن .
ثمّ إنّه أخذ بيد عليّ ( رضي الله عنه ) فقال : من كنتُ وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه .
قال أبو الطفيل : فقلت لزيد : أنت سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟
قال : نعم ، وإنّه ما كان في الدَّوحات أحد إلاّ رآه بعينه وسمعه بأُذنه ( 23 ) .
16 – المعجم الكبير عن زيد بن أرقم : نزل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يوم الجُحْفة ، ثمّ أقبل على الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّي لا أجد لنبيّ إلاّ نصف عمر الذي قبله ، وإنّي أُوشك أن أُدعى فأُجيب ، فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نصحتَ . قال : أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ والنار حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ ؟ قالوا : نشهد .
قال : فرفع يديه فوضعهما على صدره ، ثمّ قال : وأنا أشهد معكم .
ثمّ قال : ألا تسمعون ؟ قالوا : نعم . قال : فإنّي فَرَطكم على الحوض ، وأنتم واردون عليَّ الحوض ، وإنّ عرضه أبعد ما بين صنعاء وبُصرى ، فيه أقداحٌ عددَ النجوم من فضّة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين !
فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله ؟
قال : كتاب الله ، طرف بيد الله عزّ وجلّ وطرف بأيديكم ، فاستمسِكوا به لا تضلّوا ؛ والآخر عترتي . وإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يتفرّقا حتى يردا عليَّ الحوض ، وسألت ذلك لهما ربّي . فلا تَقَدَّموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلِّموهم فإنّهم أعلم منكم .
ثمّ أخذ بيد عليّ ( رضي الله عنه ) فقال : من كنتُ أولى به من نفسي فعليّ وليّه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ( 24 ) .
17 – فضائل الصحابة عن أبي ليلى الكندي : سمعت زيد بن أرقم يقول ونحن ننتظر جنازة ، فسأله رجل من القوم فقال : أبا عامر ! أسمعتَ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول يوم غدير خُمّ لعليّ : من كنت مولاه فعليّ مولاه ؟ قال : نعم .
قال أبو ليلى : فقلت لزيد بن أرقم : قالها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : نعم ، قد قالها له أربع مرّات ( 25 ) .
سعد بن أبي وقّاص
18 – تاريخ دمشق عن سعد بن أبي وقّاص : شهدت له [ عليِّ ( عليه السلام ) ] أربعاً . . . الرابعة : يوم غدير خُمّ ؛ قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأبلغ ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ! ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ – ثلاث مرّات – قالوا : بلى . قال : ادنُ يا عليّ . فرفع يده ورفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه ، فقال : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه – حتى قالها ثلاث مرّات – ( 26 ) .
19 – خصائص أمير المؤمنين عن سعد : كنّا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بطريق مكّة وهو متوجّه إليها ، فلمّا بلغ غدير خُمّ وقّف الناس ، ثمّ ردَّ من مضى ، ولحقه من تخلّف عنه ، فلمّا اجتمع الناس إليه قال : أيّها الناس ! هل بلّغتُ ؟ قالوا : نعم . قال : اللهمّ اشهد ! – ثلاث مرّات يقولها – .
ثمّ قال : أيّها الناس ! من وليّكم ؟ قالوا : الله ورسوله – ثلاثاً – .
ثمّ أخذ بيد عليّ فأقامه ، ثمّ قال : من كان الله ورسوله وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ( 27 ) .
عبد الله بن عمر
20 – شرح الأخبار عن عبد الله بن عمر : شهدتُ مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم الغدير ، فأمر بشجرات هنالك فكُسِح ما تحتهنّ ، وسمعته يقول : أيّها الناس ! ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فأجبناه كلّنا : بلى يا رسول الله .
فأخذ يده فوضعها على يد عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ رفعها حتى رأينا بياض إبطيهما ، ثمّ قال : من كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره واخذُل من خذله ( 28 ) .
ذكريات الإمام
21 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى حجّة الوداع ، ثمّ صار إلى غدير خُمّ ، فأمر فأُصلح له شبه المنبر ، ثمّ علاه وأخذ بعضدي حتى رُئي بياض إبطيه ، رافعاً صوته قائلا في محفله : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه.
فكانت على ولايتي ولاية الله ، وعلى عداوتي عداوة الله .
وأنزل الله عزّ وجلّ في ذلك اليوم: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِْسْلَامَ دِينًا) (29).
فكانت ولايتي كمال الدين ، ورضى الربّ جلّ ذكره ( 30 ) .
22 – عنه ( عليه السلام ) : عمَّمني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خُمّ بعمامة سدَلَها خلفي ، ثمّ قال : إنّ الله أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العِمّة ( 31 ) .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) في المصدر : ” وقريش ” ، والصحيح ما أثبتناه كما في الأمالي .
( 2 ) أرادَ صلاةَ الهَجِير ؛ يعني الظُّهْر ، فحذَف المضاف . والهَجِير : اشتِداد الحَرّ نصفَ النهار ( النهاية : 5 / 246 ) .
( 3 ) تاريخ دمشق : 42 / 228 و 229 ؛ الأمالي للطوسي : 247 / 433 وراجع المناقب للكوفي : 2 / 449 / 937 .
( 4 ) أنساب الأشراف : 2 / 356 .
( 5 ) المصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 499 / 29 ، تاريخ دمشق : 42 / 232 / 8737 وص 231 / 8734 وليس فيهما ” فقال الشاب . . . ” ؛ المناقب للكوفي : 2 / 394 / 870 ، الأمالي للشجري : 1 / 146 نحوه .
( 6 ) سنن ابن ماجة : 1 / 43 / 116 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 610 / 1042 وفيه ” بالمؤمنين من أنفسهم ” بدل ” بكلّ مؤمن من نفسه ” وزاد في آخره ” فلقيه عمر فقال ” هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ” ، أنساب الأشراف : 2 / 356 ، تاريخ دمشق : 42 / 222 كلاهما نحوه ، البداية والنهاية : 5 / 209 .
( 7 ) تاريخ دمشق : 42 / 222 / 8719 .
( 8 ) المصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 495 / 9 ، المناقب للكوفي : 2 / 406 / 886 .
( 9 ) سير أعلام النبلاء : 8 / 334 / 86 وذكر في آخره ” هذا حديثٌ حسن عال جدّاً ، ومتنه فمتواتر ” ، البداية والنهاية : 5 / 213 نحوه ، كنز العمّال : 13 / 137 / 36433 نقلا عن مسند البزّاز .
( 10 ) في المصدر : ” خمّ ” ، والصحيح ما أثبتناه كما في المناقب .
( 11 ) تاريخ دمشق : 42 / 226 / 8726 وص 227 ، المناقب لابن المغازلي : 25 / 37 وراجع بحار الأنوار : 37 / 133 .
( 12 ) النَّزْع : الجَذْب ( النهاية : 5 / 41 ) .
( 13 ) المعجم الكبير : 2 / 357 / 2505 ، تاريخ دمشق : 42 / 236 / 8743 ، كنز العمّال : 13 / 138 / 36437 .
( 14 ) تاريخ دمشق : 42 / 230 / 8730 و ح 8731 ، البداية والنهاية : 5 / 213 عن حبش بن جنادة وليس فيهما ” وانصر من نصره وأعن من أعانه ” ، المعجم الكبير : 4 / 17 / 3514 ؛ بحار الأنوار : 37 / 201 / 85 .
( 15 ) سَمّاهُما ثَقَلَيْن لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل . ويقال لكلّ خطير نفيس : ثَقَل ، فسَمّاهُما ثَقَلَيْن إعظاماً لِقَدْرهما ، وتَفْخيماً لشَأنهما ( النهاية : 1 / 216 ) .
( 16 ) المعجم الكبير : 3 / 180 / 3052 وص 67 / 2683 ، تاريخ دمشق : 42 / 219 / 8714 ، البداية والنهاية : 7 / 349 ، الفصول المهمّة : 40 وفيه إلى ” عاداه ” ؛ تفسير العيّاشي : 1 / 4 / 3 عن المفضّل بن صالح عن بعض أصحابه وراجع أُسد الغابة : 3 / 136 / 2729 .
( 17 ) كُلّ شيء لَزمَ شيئاً فلم يُفارِقه فهو حَلِيفُه ( لسان العرب : 9 / 54 ) .
( 18 ) الخصال : 65 / 98 .
( 19 ) مسند ابن حنبل : 7 / 86 / 19344 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 597 / 1017 ، المعجم الكبير : 5 / 202 / 5092 ، البداية والنهاية : 5 / 212 وج 7 / 349 .
( 20 ) ولعلّها مصحَّفة عن ” بِدَوْح ” . والدَّوْح : جمع دَوْحَة ؛ وهي الشجرة العظيمة المتَّسعة من أيّ الشَّجَر كانت . والدَّوْحَة : المِظَلَّة العظيمة ( لسان العرب : 2 / 436 ) .
( 21 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 613 / 6272 ، المعجم الكبير : 5 / 171 / 4986 وفيه ” بدوح ” بدل ” بروح ” ، كنز العمّال : 13 / 104 / 36342 ؛ المناقب للكوفي : 2 / 440 / 925 ، دعائم الإسلام : 1 / 19 عن الإمام عليّ ( عليه السلام ) نحوه .
( 22 ) أي ابتدأ السَّيْر ودَفَع نفسه منها ونَحّاها ، أو دَفَع ناقتَه وحَمَلها على السَّيْر ( النهاية : 2 / 124 ) .
( 23 ) خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 150 / 79 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4576 وفيه
إلى ” عاداه ” ، المعجم الكبير : 5 / 166 / 4969 ، السنّة لابن أبي عاصم : 630 / 1555 ، أنساب الأشراف : 2 / 357 ، البداية والنهاية : 5 / 209 ، المناقب للخوارزمي : 154 / 182 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : 4 / 330 / 1750 ، كنز العمّال : 13 / 104 / 36340 ؛ كمال الدين : 234 / 45 وص 238 / 55 ، المناقب للكوفي : 2 / 435 / 919 .
( 24 ) المعجم الكبير : 5 / 167 / 4971 وج 3 / 66 / 2681 وفيه من ” إنّي فرطكم ” إلى ” أعلم منكم ” ، السيرة الحلبيّة : 3 / 274 ، الفصول المهمّة : 39 ؛ المناقب للكوفي : 2 / 375 / 849 كلّها نحوه .
( 25 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 613 / 1048 وراجع ص 586 / 992 ومسند ابن حنبل : 7 / 78 / 19299 وخصائص أمير المؤمنين للنسائي : 155 / 84 والمستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4577 والمعجم الكبير : 5 / 194 / 5065 وص 195 / 5070 وص 212 / 5128 وتاريخ دمشق : 42 / 216 / 8702 وص 217 / 8706 والمصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 499 / 29 والمناقب لابن المغازلي : 18 / 23 وص 24 / 34 والأمالي للشجري : 1 / 145 والمناقب للكوفي : 2 / 400 / 877 .
( 26 ) تاريخ دمشق : 42 / 117 ، كفاية الطالب : 286 ؛ بشارة المصطفى : 205 ، الخصال : 311 / 87 نحوه وراجع المصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 496 / 10 .
( 27 ) خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 177 / 96 ، تاريخ دمشق : 42 / 223 / 8720 ، فرائد السمطين : 1 / 70 / 37 ؛ المناقب للكوفي : 1 / 444 / 344 .
( 28 ) شرح الأخبار : 1 / 101 / 24 وراجع تاريخ دمشق : 42 / 236 .
( 29 ) المائدة : 3 .
( 30 ) الكافي : 8 / 27 / 4 عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
( 31 ) السنن الكبرى : 10 / 24 / 19736 ، مسند الطيالسي : 23 / 154 ، فرائد السمطين : 1 / 76 / 43 وص 75 / 41 وفيه ذيله ، الفصول المهمّة : 41 وفيه ” فسدل يمرقها على منكبي ” بدل ” سدلها خلفي ” ، كنز العمّال : 15 / 482 / 41909 ؛ المناقب للكوفي : 2 / 42 / 529 كلّها عن أبي راشد ، شرح الأخبار : 1 / 321 / 288 .
المصدر: موسوعة الإمام علي(ع) في الكتاب والسنة والتاريخ / الشيخ محمد الريشهري