الجواب: نقلًا عن الأستاذ محسن قرائتي في إحدى محاضراته، حيث تناول شبهة: «لماذا تمطر السماء بغزارة في بلاد الكفار، وتقلّ الأمطار في البلدان الإسلامية؟»
يقول بعض الناس: أنتم تقولون: إذا أثمتُم ضربتكم السيول والكوارث. حسنًا.. الأمريكان أكثر إثمًا، كفار، لا دين لهم، كثير منهم لا يدفع زكاة أصلاً. فكيف لا يعبأ الله بذنوبهم؟ أما نحن فإذا لم نُخرج الزكاة جاء الجراد فأكل قمحنا، وأجدبت الأرض!
كندا متى أخرجت زكاة؟ هم لا زكاة عندهم أصلاً، فلماذا حالهم أحسن؟ لماذا تمطر في أوروبا كلها؟
حتى أن أحد الوزراء قال هذا الكلام ذات مرة في محافظة من المحافظات، فقال في خطاب: «هذا الشيخ قرائتي رجل طيب، لكنه ساذج؛ يقول للناس: إن لم تُخرجوا الزكاة لا ينزل المطر، ويأتي الجراد والسيل… لكن انظروا إلى الدول التي لا دين لها أصلاً، حالها أفضل بكثير!»
فاتصلتُ بهذا الوزير وقلت له: ماذا قلت؟ قال: نعم، قلتُ ذلك.
قلت له: لو كنتَ اتصلتَ بي هاتفيًا لأجبتك بنفسي، لكنك ذهبت إلى مكان عام وقلت هذا الكلام، وهذا غير مناسب.
ثم ضربتُ له مثلًا، فقلت: أنت تشرب الشاي، فإذا عطس أحدٌ وهو يشرب الشاي ماذا يحدث؟ عند العطسة ترتجّ الفنجان، فتنتشر ثلاث قطرات من الشاي: قطرة قد تقع على النظارات، وقطرة على الثوب، وقطرة على السجادة. فإذا وقعت على النظاراتك مسحتَها فورًا. وإذا وقعت على ثوبك، تذهب إلى البيت وتغسله يدويًا أو بالغسّالة. أما إذا وقعت على السجادة ولم تهتم، تقول: «حسنا، نغسلها في العيد».
وفي القرآن إشارة إلى هؤلاء المؤمنين النقيين الصافين – كالزجاج الشفاف – إذا أذنبوا ساءت حالهم فورًا. مثل قوله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ أي: هذه المصيبة التي أصابتكم بسبب ما اقترفت أيديكم من ذنوب، لأنكم مؤمنون، أنتم كالزجاج، البقعة تظهر عليكم بسرعة.
أما لو لم تكونوا مؤمنين وكنتم فاسقين -مثل محمد رضا بهلوي الذي كان يعصي علانية بلا خوف- فالقرآن يقول:﴿وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا﴾ أي: دعوهم يتمتعون ويعيثون فترة، ثم يأتي يوم يقول فيه الناس: «الموت للشاه!» فتنقلب الأمور.
القرآن يقول: هؤلاء لا نعاجلُهم بالعقوبة في الدنيا، بل نُؤخّرهم للآخرة.
وعلى كل حال: كلما كانت ردة الفعل سريعة، كان إزالة الشوائب أسهل، كمنديل ورقي يمسح البقعة فورًا. أما إذا تأخّرت وترسّخت، صعب إزالتها جدًا، كبقعة على السجادة لا تُزال إلا بغسل عميق وجهد كبير. فكلما طال التأخير، صعب العلاج.