من هو صاحب القلب/آية الله جوادي آملي

يقول آية جوادي آملي دام ظله في حديثه حول كيفية وسوسة الشيطان:

أين يظهر الشيطان؟ إنما تتولّد الشيطنة من المال الحرام، ومن النظرة المحرّمة، وما شابه ذلك، كما قال تعالى: ﴿وَشارِكْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ﴾؛ أي يدخل عليهم من هذا الباب.

وفي نهج البلاغة، في الخطبة السابعة*، أن الشيطان كـ “حاج حرامي” يلبس ثياب الإحرام ليخدعك، ثم يحاول الدخول إلى القلب. هذا هو عمله؛ يريد أن يوسوس. والوسوسة ليست في اليدين والقدمين، بل في مركز التفكير، كما قال تعالى: ﴿یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النَّاسِ﴾.

وكيف يوسوس؟

1.يلبس ثوب الإحرام، ليظهر في صورةٍ ساميةٍ مخادعة.

2.يدخل إلى حريم القلب.

3.ينتظر اللحظة التي تُفتح فيها كعبة القلب.

4.فإذا فُتِح الباب دخل، ووضع بيضه، وربّى فراخه، وبدأ بالتأثير والتخريب.

ولهذا ترى كثيرين يقولون: لا نجد راحة، يتشتت ذهننا حتى لو أردنا أن نصلي ركعتين!

وهو صادق؛ لأن هذه الأفكار الباطلة تدور في ذهنه دورانًا متصلًا، فلا تدع لروحه فرصةً للسكينة.

وللنجاة من هذا الخطر، لا بدّ في كل ليلة أن نفتّش قلوبنا: من الذي دخل؟ ومن الذي خرج؟ لأن التعامل إنما يكون مع مَن يسكن القلب.

وقد قيل لنا (بيت شعري): اجعلوا القلب حصنًا وقلاعًا، ومفتاحه بأيديكم!

فصاحبُ القلب –كما في أدبياتنا– هو هذا بالضبط: مَن يحرس قلبه، ويراقب بابه، ويحمل المفتاح بيده.

*الخطبة السابعة: اتَّخَذُوا الشَّيْطَانَ لِأَمْرِهِمْ مِلَاكاً وَاتَّخَذَهُمْ لَهُ أَشْرَاكا، فَبَاضَ وَفَرَّخَ فِي صُدُورِهِمْ، وَدَبَّ وَدَرَجَ فِي حُجُورِهِمْ، فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ وَنَطَقَ بِأَلْسِنَتِهِمْ، فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ وَزَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَلَ، فِعْلَ مَنْ قَدْ شَرِكَهُ الشَّيْطَانُ فِي سُلْطَانِهِ وَنَطَقَ بِالْبَاطِلِ عَلَى لِسَانِه.

للمشاركة:

روابط ذات صلة

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل