Search
Close this search box.

معالم مدرسة الشهيد سليماني (1)

معالم مدرسة الشهيد سليماني

الشيخ علي شيرازي

عشق الإسلام المحمّدي الأصيل

العشق هو الحب الشديد. عشق الإسلام المحمّدي الأصيل، يعني الحب الشديد للإسلام الأصيل وللعمل بالأحكام الإلهية.

يقول الإمام الخامنئي في إحدى خطبتي صلاة الجمعة في 14 خرداد 1378 [04/06/1999]: «لم يكن الإمام يرى قيمةً أرفعَ من قيمة الإسلام. كانت الثورة ونهضة الإمام من أجل حاكمية الإسلام… والسرّ في نجاح الإمام هو أنه وضع بصراحة ومن دون مواربة الإسلام على كفّه وأعلن أنه يريد العمل من أجل الإسلام، وأن كل شيء هو تحت ظل الإسلام».

وقال سماحته أيضًا في 14 خرداد 1389 [04/06/2010].

في إحدى خطبتي صلاة جمعة طهران: «إن النقطة الأولية والأكثر أصالةً في مباني الإمام وفي آرائه، هي مسألة الإسلام المحمّدي الأصيل، أي الإسلام الذي يقارعُ الظلم، الإسلام الذي ينشدُ العدل، الإسلام المجاهد، الإسلام المناصر للمحرومين، الإسلام المدافع عن حقوق الحفاة والمعذبين والمستضعفين… كان الفكر الإسلامي الأصيل، هو الفكر الدائم للإمام الكبير».

وكإمامه ومقتداه؛ كان فكر القائد الإسلامي الرشيد، الحاج قاسم سليماني. هو أيضًا فكر الإسلام المحمّدي الأصيل. كان هذا القائد الكبير مقارعًا للظلم بكل ما للكلمة من معنى، وناشدًا للعدالة ومدافعًا عن محرومي العالم ومستضعفيه، وأخذ إسلامه عن الإمام الخميني.

في 8 اسفند 1397 [27/02/2019]، وضمن فعاليات مؤتمر «رسالة الحوزة والخطوة الثانية للثورة الإسلامية»، قال: «لقد بيّن الإمام الخميني الإسلام الأصيل، وأحيا بناء الإسلام النبوي، وقد كان هذا الإسلام في غربة لقرون».

كان الحاج قاسم سليماني تابعًا لهذا الإسلام المحمّدي الأصيل.

كان إسلامه اسلام أهل البيت(عليه السلام). إسلام عدم الخشية من مستبدي العالم، إسلام التعبّد، إسلام التعقّل، إسلام الحياة وصناعة الحياة، إسلام العلم والمعرفة، إسلام إنقاذ المحرومين، إسلام العدل والقسط، إسلام العزة والشموخ وإسلام المظلومين والحفاة.

كان إسلام القائد الفريق سليماني هو الإسلام الأصيل والخالص، إسلام التوحيد والوحدة بين الأمة الإسلامية والشعب الإيراني، إسلام «لَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلًا»[1]، إسلام «الإسلام يعلُو ولا يُعلى عليه»[2]، إسلام «أشِدّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَماءُ بَينَهُم»[3]، إسلام بذلَ الرسول الأكرم والأولياء الإلهيون أرواحهم في سبيله، وبذل الإمام الحسين (عليه السلام) مهجته ومهج أحبائه في سبيله، الإسلام الذي قضى إمامنا العزيز والكبير حياته في الدعوة إليه، الإسلام الذي يهب حفاة العالم ومعذّبيه القوة والعزة والسيادة، ويسقط الطغاة والمستبدين والمستكبرين الظلَمة والخونة عن عروش هيمنتهم.

أخذ القائد العزيز سليماني هذه الرؤية عن الإمام الخميني.

في 19 بهمن 1397 [08/02/2019]، في بيت الزهراء مدينة كرمان. وبعد إشارته إلى أن الإمام الخميني حاز فخر إحياء الإسلام الأصيل، قال: «هذه هي الأجواء التي يمكننا فيها أن ننفض غبار الغربة لا عن التشيع فحسب، بل عن الإسلام أيضًا».

وفي مرحلة من التاريخ، صار هو نفسه رائد هذا المسير. ونفض ببسالة وحنكة وحكمة غبار الغربة عن وجه الإسلام المحمّدي الأصيل. وبشهادته قوّى وعزّز حركته في طريق الإسلام الحقيقي.

ذكر حجة الإسلام سعيد رضا عاملي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثورة الثقافية، في خطابه بمناسبة شهادة القائد سليماني: «كان القائد سليماني أكثر شخصيات الثورة الإسلامية محبوبيّة، ولم يكن يفكّر بشيء أبدًا سوى بالعمل من أجل عزة الإسلام والمسلمين ومظلومي العالم، وقد كان مظهر مقارعة نظام الهيمنة والظلم العالمي، وكرّس حياته في سبيل مقارعة الظلَمة والدفاع عن المظلومين، والحق، فقد كان المصداق الكامل لاتّباع الإسلام المحمّدي الأصيل».

يقول الشيخ خالد الملا، أحد علماء سنة العراق البارزين:

«لقد ترك الحاج قاسم سليماني وطنه، وانكبّ في الصحاري والبوادي على تقديم الاستشارة للعراقيين في حربهم ضد الإرهاب، وكان ينام على رمال الصحراء. إنه رجل عظيم يأتي إلى العراق ويذهب إلى سوريا أيضًا من أجل حماية الإسلام والمسلمين».

يقول الإمام الخامنئي في 19 شهريور 1392 [10/09/2013]:

«لا شكّ ولا ريب أن المساعي والخدمات القيّمة التي قدّمها القائد سليماني للإسلام وللمسلمين. هي ذخيرة قيمة في سجل العدل الإلهي».

وجاء أيضًا في خطاب سماحته بمناسبة شهادة القائد سليماني: «كان القائد الشهيد قاسم سليماني نموذجًا بارزًا لمن تربوا في الإسلام وفي مدرسة الإمام الخميني».

في 10 خرداد 1369 [31/05/1990]، كتب سماحته في خطاب بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لارتحال سماحة الإمام الخميني: «لقد طُويت في مدرسة الثورة التي أسسها إمامنا صفحةَ الإسلام السفياني والمرواني، إسلام المناسك والشعائر الخاوية، الإسلام الذي كان في خدمة المال والسلطة، وخلاصة القول، الإسلام الذي كان وسيلة في أيدي قوى الهيمنة، والذي كان آفةَ أرواح الشعوب، وعلا الإسلام القرآني والإسلام المحمّدي العرش، الإسلام الذي هو خصمٌ للظالم وعون للمظلوم، الإسلام المعادي للفراعنة، وخلاصة القول. الإسلام الذي هو قاصم الجبارين. ومقيم حكومة المستضعفين».الإسلام الأصيل هو سبيل شهداء كربلاء سبيل الحسين، سبيل علي وسبيل الأنبياء

مدرسة سليماني

هي مدرسة تشكّلت في مدرسة الثورة هذه. والشهيد الحاج قاسم سليماني تربى في هذه المدرسة التي أسسها إمامنا العزيز.

الميزات والعناصر المهمة المؤلفة لمدرسة الشهيد سليماني. هي نفس الميزات والعناصر المؤلفة للإسلام المحمّدي الأصيل. مدرسة سليماني هي امتداد لمدرسة الإسلام الأصيل، وهي تلائم إنسانًا كاملًا.

تعتمد هذه المدرسة على أسس ثلاثة: المعرفة الإسلامية، السير والسلوك والأحكام الدينية. لقد تكامل عرفان القائد سليماني وأحواله المعنويّة في المدرسة التوحيدية. وكانت شجاعته ثمرةَ تهذيب النفس، والتغلّب على العدو الباطني، وثمرةَ إخلاصه. كانت روحيته النضالية والجهادية نابعةً من تكليفه الإلهي.

لقد وصل إلى السبيل الإلهي وإلى صراط الهداية المستقيم. يقول الله تعالى في الآية 69 من سورة العنكبوت: «وَالَّذينَ

جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا». لقد دلّ الله تعالى الحاج قاسم سليماني على سبيل القرب، وأخذ بيده حتى الوصول إلى الغاية.

جاء في الآية 17 من سورة محمد  (صلى الله عليه وآله): «وَالَّذينَ اهْتَدَوا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُم». لقد وسّع تقبّل الهداية الوعاءَ الروحي لهذا القائد العزيز، ونال بعون الله تعالى التقوى. وأتم الله تعالى عليه النعمةَ وهداه إلى الصراط المستقيم: «وَيَهْدِيَكَ صِراطًا مُسْتَقيمًا»[5].

نقرأ في الآيتين 6 و7 من الفاتحة: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ 2 صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم». الإسلام المحمّدي الأصيل هو صراط الله المستقيم. الصراط المستقيم هو صراط الرسول  (صلى الله عليه وآله) والأئمة والشهداء. جاء في الآية 69 من سورة النساء: «وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيين والصِّدِّيقِينَ وَالشُهَدَاءِ وَالصَّالِحِين».

تكاملت مدرسة الشهيد سليماني في مسير التكامل هذا.

وارتبطت بالإسلام المحمّدي الأصيل، الإسلام الأصيل الذي تحدث عن معالمه في 7 آذر 1397 [28/11/2018] في جامعة الشهيد باهنر في مدينة كرمان: «المعالم المهمّة للإسلام الأصيل في نظر القائد، هي مقارعة الظلم، المطالبة بالعدل، الدفاع عن المظلومين، بثّ الأمل، القضاء على الخوف والجهل في المجتمع».  انظر! عينُ العالم على الحقيقة فُتِحت أمواجُ إسلام محمد عَلَت

هذا هو الإسلام الذي أحياه الإمام الخميني، كما قال الحاج قاسم سليماني عام 1397 [2018] في الليلة الثالثة من مجالس عزاء شهادة السيدة الزهراء (عليها السلام) في بيت الزهراء في مدينة كرمان: «نال الإمام الخميني (قدس سره) شرفَ إحياء الإسلام، الإسلام الذي وهب المسلمين العزة، الإسلام الذي أسقط مستبدّي العالم، الإسلام الذي هزّ أسس حكومة المستكبرين، الإسلام الذي أوجدَ الجمهورية الإسلامية، وجعلها أسوة للعالمين، الإسلام الذي غدا عاملَ بقاء النظام الديني، الإسلام الذي أحبط مؤامرات الشرق والغرب».

يقول القائد الحاج قاسم سليماني في 22 بهمن 1396 [11/02/2018].

في جمع حاشد من أهالي كرمان: «بالاعتماد على الإسلام المحمّدي الأصيل؛ استطاعت إيران اليوم أن تُجهض كل المؤامرات، ذلك لأن العارف بأمور زمانه لا ينخدع بالعدو… إنَّ العدوَّ يخشانا».

خوفُ العدو منَّا وفشلُ أحابيله، هو ثمرةُ تبعيَّتنا للإسلام المحمّدي الأصيل، الإسلام الذي أصرّ عليه الإمام، والذي دَعَتنا  لتبعيَّته مدرسة سليماني أيضًا.

اتّباعُ الإسلام المحمّدي الأصيل، هو أعظم رسائل مدرسة سليماني. اتّباع الإسلام الحقيقي هو أيضًا اتّباع الإمام الخميني والإمام الخامنئي.

يرى الحاج قاسم سليماني مدرسةَ الإمام الخميني امتدادًا لمدرسة الإسلام، وكان أيضًا يرى في مدرسة الإمام الخامنئي امتدادًا لمدرسة الخميني الكبير. يقول في 7 آذر 1397 [28/11/2018] في جامعة الشهيد باهنر في مدينة كرمان: «يرى قائد الثورة، أن العزة والقوة والثروة في نظر الإسلام الأصيل تترافقُ مع الروحانية الصحيحة. وأنّ الروحانية هي العاملُ الفاعل في كل هذه الأمور. الصلابة، الإمكانات المادية، الحرية الحقيقية التي تعتق الإنسانية من جميع القيود، بالإضافة إلى الروحانية، هي من العناصر المؤلفة للإسلام الأصيل».

قال الإمام الخامنئي في 14 خرداد 1382 [04/06/2003]:

«إن الإسلام يسعى نحو سعادة الإنسان. الإسلام يعارض الظلم والتمييز والفساد. لقد ورد الإسلام الميدان من أجل رخاء الناس إلى جانب المعنوية. وقد كرر الإمام التصريحَ بهذا الأمر منذ بداية النضال وحتى تأسيس النظام الإسلامي وإلى آخر عمره. وبرهنَ إمامنا العظيم على المعجزة العظيمة التي يحققها الفقه الإسلامي؛ أي قوانين إدارة حياة الناس، إلى جانب الفلسفة الإسلامية؛ أي الفكر المنير والعميق والاستدلالي، والعرفان الإسلامي؛ أي الزهد والانقطاع إلى الله والإعراض عن هوى  النفس، في العالم الإسلامي. لقد أثبت الإمام عمليًّا أن الإسلام السياسي هو إسلام المعنويّات… إنكم ترون في كل دولة إسلامية تسافرون إليها، أن الإسلام الحي، من وجهة نظر النخبة والشباب والجامعيين والمفكرين والعلماء والأحرار في ذاك البلد، هو الإسلام الذي بإمكانه المحافظة على شعبه وحمايته في وجه مستبدي العالم وبلطجييه وطغاته ومعتديه، وبإمكانه المحافظة عليهم، والذي لا يسمح بتدخل العدوّ وهيمنته وسيطرته على الناس. هؤلاء يريدون هذا الإسلام، وهذا هو معنى الإسلام المحمّدي الأصيل».

هذا هو معنى الإسلام الأصيل في مدرسة الإمام الخميني، وفي مدرسة الإمام الخامنئي، وفي مدرسة الشهيد سليماني. إن جميع المعاني تنسجم مع بعضها البعض في هذه المدارس الثلاث، لأن أساس كل هذه المدارس هو المدرسة المحمدية والعلوية والحسينية.

[1] النساء، 141.
[2] وسائل الشيعة، ج 26، ص 14.
[3]  الفتح، 29.
[4] [غلامرضا سازگار].
[5] [الفتح، 2].
[6] [القائد محمدرضا نقدى].

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل