Search
Close this search box.

التفاني والاستقامة

الاستقامة في التعامل والتفاني والعطاء في تقديم الود داخل الأسرة وبالتحديد بين الزوجين يعد من أهم قواعد السعادة في الحياة المشتركة ومتى ما وجدا داخل الأسرة حل الوئام والاستقرار، فضلاً عن التفاني صفتان تزينان عش الزوجية المقدس بألوانهما البراقة، فالتفاني هذا الخلق الكريم يعبر عن إخلاص الشريكين وتضحيتهما وإيثارهما في سبيل سعادة هذه الحياة المشتركة حيث أن رابطة الزواج رابطة فطرية مقدسة ينبغي أن تبنى وفق مبادئ صحيحة منذ البداية لتكون ثمرتها المودة والألفة حتى في أصعب الظروف وعند اختلاف الآراء ووجهات النظر لترسوا العلاقة بين الطرفين على ساحل السلم والهدوء، وإن المردودات الإيجابية لا تعود فقط على الشريكين بل على الأسرة والمجتمع بأكمله سواء كان هذا الإيثار والتفاني مادي أم معنوي يعمل على تقوية الأواصر والعلاقات الاجتماعية والأسرية وتحقيق الرضا الذاتي للفرد.
كما أن مما تجدر الإشارة له أن التاريخ حافل بصور الزوجات اللاتي قمن بدور التفاني على أتم صورة وخير قدوة هي مولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها فكثير ما ذكرت الروايات أنها يداها سلام الله عليها كانت تتشقق من طحن الرحى وتتورم قدماها من كثرة الوقوف وأعمال المنزل وكان النبي صلى الله عليه وآله يوجهها لذلك لما لهذا العمل من ثواب جزيل عند الله عزوجل، كما لا تخفى أن الإمام علي عليه السلام كان على نفس الدرجة من التفاني فكان سلام الله عليه يساعدها في شتى أمور المنزل.
اليوم نرى البعض يحتقر التعاون والمساعدة ويرى بأنه خضوع واستسلام ولايرضى به متحججاً بأعذار واهية منها الكرامة والكبرياء وعلى العكس تماماً فالتعاون والمساعدة وكذلك التفاني من أساس العلاقة الزوجية المليئة بالمودة والرحمة..
كما أن من أهم النقاط في الحياة الزوجية إظهار الود والمحبة كتبادل الهدايا على سبيل المثيل فعلى الزوجين وبالرغم من انشغالاتهم أن لا ينسوا التعبير عن مشاعرهم مهما كانت لأن هذه المسألة ترفد الطرفين بالثقة وتشجعهما على الصراحة والصدق في الحديث والاحترام المتبادل لتسود البهجة والسرور وتدوم للحياة الزوجية بهجتها.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل