إن الإفراط في التفكير والاستسلام للضغوط العصبية يؤديان إلى مضاعفات صحية خطيرة على المخ وعلى باقي أجزاء الجسم وإن من بين تلك المخاطر ضعف الذاكرة وتلف خلايا المخ..
إذ أن هناك منطقة في الدماغ تسمى “الحصين” وهي مركز الذاكرة في المخ ونجد أن منطقة الحصين تنكمش لدى الأشخاص الذين يعانون من التوتر الزائد والاكتئاب، كما أن التوتر والإجهاد النفسي والتفكير المستمر يضر بمنطقة في الدماغ تسمى “القشرة الجبهية” فعندما يزداد الضغط على هذه المنطقة يمكن أن تحدث بعض الاضطرابات النفسية التي ينتج عنها ضعف في الذاكرة، فضلاً عن ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم الهرمون الذي يتحكم في العديد من وظائف الجسم مثل التمثيل الغذائي، ويؤدي ارتفاع مستوياته إلى ارتفاع ضغط الدم.
وكلما زاد الشعور بالقلق والتوتر زاد التفكير والخوف من عقبات مسبّبات هذا التوتر، ما يؤدي إلى خلل في وظائف المخ، ومنها صعوبة تنظيم النوم، والسهر لفترات طويلة، وعدم القدرة على الاستيقاظ مبكراً، وعدم التركيز، وقلة الإنتاجية، والشعور المستمر بالقلق والعصبية الزائدة، ما يؤثر في المجمل على الصحة العامة للشخص ويجعله عرضةً للإصابة بالشيخوخة بصورة مبكرة.
هذا ما أكدته دراسة أمريكية سابقة، محذرةً من أن تزايُد مشاعر القلق والتوتر لدى كبار السن يمكن أن يكون مؤشراً مبكراً على قرب الإصابة بمرض الزهايمر في ظل تنامي معاناتهم من القلق والتوتر والتفكير الزائد عن الحد.