مَنْ رَكِبَ الْعَجَلَ أَدْرَكَ الزَّلَلَ

مَنْ رَكِبَ الْعَجَلَ أَدْرَكَ الزَّلَلَ

إن العجَلَة تؤدي إلى الزَّلَل والخطأ، حقيقة لا ينكِرها عاقل، العجَلَة تؤدي إلى فقدان التوازن والتحكم في الأمور، فكما أن التحكم في السيارة يصبح أكثر صعوبة كلّما كانت سرعتها أعلى، كذلك يصعب التحكم في الفكر كلّما استعجل الإنسان.

رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: “مَنْ رَكِبَ الْعَجَلَ أَدْرَكَ الزَّلَلَ”.
هذه معادلة برهانها التجربة الإنسانية المديدة، وهي تقوم على علاقة سببية بين الاستعجال في اتخاذ القرارات والمباشرة بالأفعال، وبين الزَّلَل والخطأ والنتائج السلبية، وفيها تأكيد على أهمية التحلّي بالصبر والحكمة في التعامل مع متطلبات الحياة، فالاندفاع والتسرُّع في اتخاذ القرار يقودان إلى الأخطاء التي يصعب تداركها لاحقاً.
العجَلَة تؤدي إلى الزَّلَل والخطأ، حقيقة لا ينكِرها عاقل، العجَلَة تؤدي إلى فقدان التوازن والتحكم في الأمور، فكما أن التحكم في السيارة يصبح أكثر صعوبة كلّما كانت سرعتها أعلى، كذلك يصعب التحكم في الفكر كلّما استعجل الإنسان، ما يفرض على الإنسان أن يتصف بالأناة والرَّوِيّة والتأني في اتخاذ القرارات، سواءً على المستوى الفردي أو الاجتماعي، إذ أن الصبر والحكمة هما السبيلان لتجنُّب الأخطاء والزلّات في مسارات الحياة.
ان العقل ينهى عن العَجَلة، والدين يوافقه على ذلك، وقد جاء النهي عنها في القرآن الكريم في طائفة من الآيات، منها قوله تعالى: خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿الأنبياء: 37﴾ فالآية الكريمة توصِّف حال الإنسان مع العجلة حتى لكأنه مخلوق منها، ثم تنهى عنها وتدعوه إلى التأنّي والتَّرَوّي وانتظار اتضاح الأمور وجلائها، وعلى ذلك أيضاً الأحاديث الشريفة الصادرة عن رسول الله (ص) والأئمة الأطهار (ع) التي تؤكد على ضرورة التَّرَوّي في القول والعمل، وتبين أن الاندفاع والاستعجال يؤديان إلى الوقوع في الزلل والخطأ، فقد رُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: “إنَّما أهلَكَ النّاسَ العَجَلَةُ، ولَو أنَّ النّاسَ تَثَبَّتوا لَم يَهلِكْ أحَدٌ”. 
وجاء عنه أيضاً: “الأناةُ مِنَ اللَّهِ، والعَجَلَةُ مِنَ الشَّيطانِ”

وعن الإمام أمير المؤمنين (ع): “العَجَلُ يوجِبُ العِثارَ”.
نستنتج مِمّا سبق:

أولاً: ضرورة تبني منهج التأنّي في جميع قراراتنا وأفعالنا، إلا في الموارد التي تقتضي العجلة مثل العجلة لأداء ما يجب قبل أن يفوت أوانه ووقته، كأداء العبادات في أوقاتها.

ثانياً: تبني منهج التخطيط الدائم لكل خطوة نريد أن نخطوها، بعد تحليل دقيق للواقع والظروف والعوامل المتصلة بالعمل الذي نريد أن نعمله.

ثالثاً: التحلِّي بالصبر، فالصبر هو روح العمل، وروح النجاح، ومن دونه يكون الفشل المحتوم.

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات الدينية السيد بلال وهبي

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل